شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٠٦
بالاعتبارات وقد يطلق على القوة المميزة (1) جوارحه وحواسه فإذا رجعت الجوارح إلى أمره ورأيته وتدبيره في أفعالها حصلت السياسة البدنية تحققت ملكة العدالة وانتظمت الأمور وإن خالفته فسد النظام وذاع الشرور واستولى المرض عليها حيت يزول عنها استعداد الخير بالمرة.
قوله (وفرجه الذي الباه من قبله) بكسر القاف أي من عنده. والباه: جماع كردن.
قوله: (ينطق به الكتاب لها ويشهد عليها) الضمير في به في الموضعين للإيمان أو للفرض وفي لها وعليها للجارحة.
شرح الكافي: 8 / كتاب الإيمان والكفر قوله: (فأما ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله إلا الله) لعل المراد بالإقرار الإقرار بما جاء به الرسول باطنا بالقلب لا ظاهرا باللسان لأن المفروض أنه من فعل القلب، وبالمعرفة التصديق بالتوحيد والرسالة، بالعقد رسول ذلك التصديق وثبوته أو العطف للتفسير، وبالرضا بقضاء الله وهو من ثمرة المحبة فإن من أحب الله لا ينكر ما صدر منه ويكون راضيا به وإن كان بشعا مرا مخالفا لطبعه، ويكون الموت والحياة والفناء والبقاء والفقر والغنى وإقبال الدنيا وادبارها عنده سواء لا يرجح أحدهما على الآخر لصدوره من المحبوب وكل ما صدر من المحبوب فهو محبوب، والتسليم فوق الرضا لأن العبد في مقام الرضا يرى نفسه ويعد كل فعله عز شأنه موافقا لطبعه، في مرتبة التسليم يسلم نفسه وطبعه وما يوافقه ويخالفه إليه. ومن هاهنا يظهر أن الإيمان القلبي يتفاوت قوة وضعفا (2)

1 - قوله: «على القوة المميزة» ويقال فيها في اصطلاح الحكماء العقل العملي وليس إلا خاصة من خواص النفس الناطقة كالعقل النظري، وبالجملة للنفس قوتان نظرية بها يدرك حقائق الكليات على ما هي عليه غير آلة والجزئيات بتوسط الآلة وقوة عملية يدرك بها حسن بعض الأفعال وقبح بعضها وقالوا تسرع الصبي إلى إدراك قباحة بعض الامور ككشف العورة دليل على قوة النفس النطقية بخلاف الذي لا يدرك إلا متأخرا والحيوان غير الناطق لا يدرك قبح شيء أو حسنه، والدليل على أن العقل النظري غير المعلى عدم اختلاف الأمم في الأوليات النظرية كالكل أعظم من الجزء والاثنان نصف الأربعة واختلافهم في أوليات القوة العملية كقبح ذبح الحيوانات عند أهل الهند وحسن شرب الخمر عند النصاري. (ش) 2 - قوله: «يتفاوت قوة وضعفا» يوصف الإيمان بالقوة والضعف والقلة والكثرة باعتبار ما يؤمن به لا باعتبار نفس معناه المصدري كما أن العلم يوصف بالقلة والكثرة باعتبار المعلوم ولكن الظن يوصف بالشدة والضعف باعتبار نفس معناه المصدري والفرق أن الظن يجتمع مع تجويز النقيض وهو قريب وبعيد بخلاف العلم والإيمان فإنهما الاعتقاد بالشيء مع عدم تجويز الخلاف أصلا، ولا يتصور فيه تفاوت أصلا والغرض من هذه الأحاديث كما قلنا الرد على المرجئة حيث كان مذهبهم التقريب والمصافاة بين فساق بني امية والمتدينين من رعاياهم عكس مذهب الخوارج حيث كانوا على تشديد العداوة وإثارة البغضاء ليسهل عليهم الخروج على الولاة وتوهين ملك بني امية بتكفيرهم وكان ضرر المرجئة أشد ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لا تقالوا بعدي الخوارج فإنه ليس من طلب الحق فأخطأ (يشير إلى الخوارج) كمن طلب الباطل فأصاب (إشارة إلى بني امية). (ش)
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428