شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٢٢
والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) فبدأ بالمهاجرين الأولين على درجة سبقهم، ثم ثنى بالأنصار ثم ثلث بالتابعين لهم بإحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده، ثم ذكر ما فضل الله عز وجل به أولياءه بعضهم على بعض، فقال عز وجل:
(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات - إلى آخر الآية -) وقال: (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) وقال: (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخره أكبر درجات وأكبر تفضيلا) وقال: (هم درجات عند الله) وقال: (ويؤت كل ذي فضله) وقال: (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله) وقال: (فضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما * درجات منه ومغفرة ورحمة) وقال: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا) وقال: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات) وقال: ( ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤن موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا: إلا كتب لهم به عمل صالح) وقال: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله) وقال: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) فهذا ذكر درجات الإيمان ومنازله عند الله عز وجل.
* الشرح قوله: (قال إن الله سبق بين المؤمنين) أي قرر السبق وقدره بين المؤمنين في الإيمان نديهم إليه كما يسبق بين الخيل يوم الرهان فمنهم في المقام الأدنى وهو مقام بتحقيق فيه المسبوقية دون السابقة، ومنهم في المقام الأعلى وهو مقام يتحقق فيه السباقة دون المسبوقة وهو مقام خاتم الأنبياء، وبين المقامين مقامات غير محصورة يجتمع فيها السابقية والمسبوقية باعتبارين، والتشبيه من باب تشبيه المعقول بالمحسوس لقصد الايضاح.
قوله: (فجعل كل امرئ منهم على درجة سبقه) المراد بجعله عليها أعطاؤه المقرر له في تلك الدرجة من الاجر والثواب والتقرب من غير أن ينقص من حقوقه فيها، وفي الاقتصار بنفي النقص دون الزيادة ايماء إلى جوازها من باب التفضل وإن لم يستحق.
قوله: (ولا يتقدم مسبوق سابقا) كما أن المسبوق في المشبه به لا يتقدم سابقا لعدم وسعه ذلك ، وللزوم خلاف الفرض كذلك المسبوق في المشبه لا يتقدم سابقا في الكمال والمنزلة والاجر والتقرب لأنه تعالى حكيم عدل لا يجوز، بل يضع كلا في موضعه.
قوله: (تفاضل بذلك أوائل هذه الأمة وأواخرها) ذلك إشارة إلى السبق والأوائل والأواخر أما
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428