شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٠٤
فزادتهم رجسا إلى رجسهم) وقال: (ونحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على الآخر ولا ستوت النعم فيه ولا ستوى الناس وبطل التفضيل ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرطون النار.
* الشرح قوله: (الإيمان بالله) أراد به الإيمان بالله وبالرسالة والولاية لأن كل واحد منها بدون الآخر ليس بإيمان ولا فضل له فضلا عن أن يكون أفضل وأشار بقوله الذي لا إله إلا هو إلى أن الإيمان به مع الشرك ليس بإيمان وبقوله أعلى الأعمال درجة إلى أنه عمل وسيصرح به وكون درجته أعلى باعتبار أنه أعظم الأعمال وعلو درجة كل بقدر عظمته لكون منزلته أشرف لتوقف قبول سائر الأعمال وصحتها عليه وكون حظه ونصيبه أسنى وأرفع باعتبار أن ثوابه وجزاءه أكمل وأجزل.
قوله: (قلت ألا تخبرني عن الإيمان) لما كان الجواب المذكور مجملا لم يعرف منه حقيقة الإيمان سأل السائل عنها وكأنه أراد بالقول المركب المعقول والملفوظ أعنى الإقرار باطنا بالتصديق وظاهرا باللسان وبالعمل عمل سائر الجوارح إذ القول بأن الإيمان محض الإقرار باللسان بعيد لا يحمل كلام السائل عليه فأجاب (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن الإيمان عمل كله أي كل أفراده على ما هو ظاهر من التفصيل الآتي مثل قوله تعالى (وقال الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم» أو كل أجزائه على أن يكون الإيمان مركبا من الجميع والحق أن الإيمان الكامل مركب من الجميع وأن كل واحد أيضا يسمى إيمانا لأن انقياد كل عضو واطاعته فيما أمر به إيمان كما سيجيء فعلى كل عضو إيمان ، ومجموع الأعمال المختلفة من حيث المجموع أيضا إيمان ويعبر عنه بالايمان الكامل وهو الذي ينجي صاحبه من الخزي والعقاب فقوله (عليه السلام) «والقول بعض ذلك العمل» معناه على الأول أنه بعض أفراد ذلك العمل الذي هو الإيمان وعلى الأخير أنه بعض أجزائه فليتأمل.
قوله: (بفرض من الله الظرف متعلق بقوله «الإيمان عمل كله» أو بقوله «والقول بعض ذلك المعل» أو بهما و «بين» بالتنوين و «واضح» وصفان لغرض والضمير وفي نوره وحجته راجع إليه، والمراد بالنور العلم، واضافته باعتبار تعلقه به أو المراد به الدليل سمى به لأنه يوصل إلى المطلوب كالنور والأول أولى لأن هذا المعنى يفهم من قوله: «ثابتة حجته» والتأسيس خير من التأكيد والظاهر أن يشهد ويدعوه حال عن فرض وأن ضمير «له» و «إليه» راجع إلى الله تعالى وضمير «به» والبارز في يدعوه للفرض [ودعوة الفرض] إليه سبحانه نسبته إليه وبيانه أنه منه، ويحتمل أن يكون حالا عن الإيمان وأن يكون ضمير له ويدعوه راجعا إليه وضمير به وإليه للعمل
(١٠٤)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428