شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٠٥
أي يشهد الكتاب للإيمان بأنه عمل، هذا الذي ذكرناه من باب الاحتمال وألله أعلم بحقيقة كلام وليه.
قوله: (الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل) إشارة إلى أن للإيمان مراتب متكثرة وهي حالات للإنسان باعتبار قيامها به ودرجات باعتبار ترقيه من بعضها إلى بعض ومنه يظهر سر ما روي من «أن الإيمان بعضه من بعض» وطبقات باعتبار تفاوت مراتبها في نفسها وكون بعضها فوق بعض ومنازل باعتبار أن الإنسان ينزل فيها ويأوي إليها فمنه التام المنتهى تمامه كايمان الأنبياء والأوصياء ومنه الناقص البين نقصانه وهو أدني المراتب الذي دونه الكفر ومنه الراحج الزائد رجحانه وهو على مراتب غير محصورة باعتبار التفاوت في الكمية والكيفية وإلى هذه الأقسام أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرا في القلوب ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلى أجل معلوم» قسم الإيمان إلى قسمين لأن الإيمان إن بلغ حد الكمال فهو القسم الأول وإلا فهو القسم الثاني، استعار له لفظ العواري باعتبار كونه في معرض الزوال كالعواري وكنى بكونه بين القلوب والصدور عن كونه مترددا غير مستقر ولا متمكن في جوهر النفس.
والقسمان الأخيران هنا أعنى الناقص والراجح داخلان في العواري. والله هو الموفق الهداية ومنه البداية والنهاية.
قوله: (قلت إن الإيمان ليتم وينقص ويزيد) لا وجه لسؤاله بعد ما عرف أن للإيمان درجات وأنه عمل إذ لا ريب في أن العمل يقبل الزيادة والنقصان وكأنه طلب زيادة التقرير والتوضيح ليعرف حقيقة الحال أو ظن أن المراد بالعمل عمل مخصوص أن نقص انتقى الإيمان وإن زاد لم يكن للزيادة مدخل فيه، فأجاب (عليه السلام) بقول نعم تصديقا لذلك وتصريحا بأن جنس الأعمال أنواعه متكثرة يزداد الإيمان باعتبارها وينقص، قال المحقق الطوي: الإيمان في اللغة التصديق وفي العرف التصديق المخصوص وهو التصديق بالله وبرسوله وبما ثبت أنه جاء به الرسول هذا القدر من الإيمان لا يقبل الزيادة والنقصان إذ إلا نقص منه ليس بإيمان والزائد لا مدخل له فيه بل في كماله، ومن علاماته الإتيان بالصالحات وترك المنهيات وبهذا الاعتبار بتحقيق فيه الزيادة والنقصان.
قوله: (وقسمه عليها وفرقة فيها) هذه القسمة أما قسمة الكلى على جزئياته أو قسمة الكل على أجزائه والأول قريب من الشكر بالمعنى اللغوي، الثاني من الشكر بالمعني العرفي.
قوله: (فمنهما قلبه الذي به يعقل ألخ) المراد بالقلب الروح والعقل والنفس الناطقة
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428