تبارك وتعالى ابتلى أيوب " ع " بلا ذنب فصبر حتى عير وان الأنبياء لا يصبرون على التعيير.
5 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن عبد الله بن يحيى البصري عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا الحسن الماضي " ع " عن بلية أيوب التي ابتلى بها في الدنيا لأية علة كانت؟ قال: لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا فادى شكرها وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس دون العرش فلما صعد أداء شكر نعمة أيوب حسده إبليس فقال: يا رب ان أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا ولو حرمته دنياه ما أدى إليك شكر نعمة ابدا قال: فقيل انى قد سلطتك على ماله وولده قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالا ولا ولدا أعطيه فلما رأى إبليس انه لا يصل إلى شئ من أمره قال: يا رب ان أيوب يعلم انك سترد عليه دنياه التي اخذتها منه فسلطني عل بدنه قال: فقيل له انى قد سلطتك على بدنه ما خلا قلبه ولسانه وعينيه وسمعه قال فانحدر إبليس مستعجلا مخافة ان تدركه رحمة الرب عز وجل فتحول بينه وبين أيوب فلما اشتد به البلاء وكان في آخر بليته جاءه أصحابه فقالوا له: يا أيوب ما نعلم أحدا ابتلى بمثل هذه البلية إلا لسريرة سوء فعلك أسررت سوء في الذي تبدي لنا قال: فعند ذلك ناجي أيوب ربه عز وجل، فقال رب ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا لزمت أخشنهما على بدني ولم آكل اكلة قط إلا وعلى خوانى يتيم فلو ان لي منك مقعد الخصم لأدليت بحجتي قال فعرضت له سحابة فنطق فيها ناطق فقال: يا أيوب أدل بحجتك قال: فشد عليه مئزره وجثا على ركبتيه فقال ابتليتني بهذه البلية وأنت تعلم أنه لم يعرض لي أمران قط إلا لزمت أخشنهما على بدني، ولم آكل أكلة من طعام إلا وعلى خواني يتيم قال: فقيل له يا أيوب من حبب إليك الطاعة قال فأخذ كفا من تراب فوضعه في فيه ثم قال أنت يا رب.