أحاديثهم فمن أخذ بشئ منها أخذ بحظ وافر " (1) و " إن العلماء أمناء الرسل " (2) وقوله عليه السلام على المحكي " مجاري الأمور بيد العلماء الأمناء على حلاله وحرامه " (3) وقوله على المحكي " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل " (4) وقوله عليه السلام في نهج البلاغة " أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا " (5) ومقبولة عمر بن حنظلة (6) حيث يستفاد منها جعل المذكور فيها حاكما كسائر الحكام المنصوبين في زمان النبي صلى الله عليه وآله والصحابة والتوقيع المروي في كمال الدين وكتاب الغيبة واحتجاج الطبرسي الوارد في جواب مسائل إسحاق بن يعقوب وفيها " وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله " فإن المراد بالحوادث ظاهرا مطلق الأمور التي لا بد من الرجوع فيها إلى الرئيس، وتخصيصها بالمسائل الشرعية بعيد من وجوه منها أن الظاهر وكول نفس الحادثة إليه ليباشر أمرها مباشرة أو استنابة لا حكمها ومنها التعليل بكونهم " حجتي عليكم وأنا حجة الله " فإنه إنما يناسب الأمور التي يكون المرجع فيها الرأي والنظر وإلا كان المناسب أن يقول إنهم حجج الله، ومنها أن وجوب الرجوع في المسائل الشرعية إلى العلماء من بديهات الاسلام ولا يخفى على مثل إسحاق ابن يعقوب.
ويمكن أن يقال: أما ما ذكر ثبوت المرتبة العليا للنبي صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم فهو الظاهر مما ذكر لكن الظاهر أن سيرة النبي صلى الله عليه وآله والأئمة صلوات الله عليهم لم يكن كذلك بل كانوا يعاملون مع الناس معاملة