وأعلى في ذرى العلياء بالتأييد مرقاه | وآتاه حلى فضل عظيم فتحلّاه | |
وقد قال رسول اللَّه قولًا قد رويناه | وذو العلم بما قال إذا أدرك معناه | |
يرى الأخبار في المهدي جاءت مسمّاه | وقد أبداه بالنسبة والوصف وسمّاه | |
ويكفي قوله (منّي) لاشراق محيّاه | ومن بضعته الزهراء مرساه ومسراه | |
ولن يبلغ ما أدّيت امثال واشباه | فان قالوا هو المهدي ما ماتوا بما فاهوا |
قد رتع من النبوة في أكناف عناصرها، ورضع من الرسالة أخلاف أواصرها، ونزع من القرابة بسجال معاصرها، وبرع في صفات الشرف فعقدت عليه بخناصرها، فاقتنى من الأنساب شرف نصابها، واعتلى عند الانتساب على شرف أحسابها، واجتنى جنا الهداية من معادنها وأسبابها، فهو من ولد الطهر البتول المجزوم بكونها بضعة الرسول، فالرسالة أصله، وانها لأشرف العناصر والأصول.
وأما مولده فبسر من راى في ثالث وعشرين رمضان من سنة ثمان وخمسين ومائتين للهجرة.
وأما نسبه أباً وأمّاً، فأبوه الحسن العسكري بن علي المتوكل بن محمّد القانع ابن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الزكي بن علي المرتضى أميرالمؤمنين عليهم السلام ...» «1».
وقال الشيخ محي الدين ابن عربي المتوفى 638: «اعلموا انه لا بدّ من خروج المهدي، لكن لا يخرج حتى تمتلي ء الأرض جوراً وظلماً، فيملأها قسطاً وعدلًا، ولو لم يكن من الدنيا الّا يوم واحد لطوّل اللَّه تعالى ذلك اليوم، حتى يلي