قال: فقبّلت يده ورجله وقلت: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول اللَّه فما نجد العلم الصحيح الّا عندكم، واني قد كبرت سني ودق عظمي ولا أرى فيكم ما أسره أراكم مقتلين مشرّدين خائفين واني أقمت على فائمكم منذ حين أقول: يخرج اليوم أو غداً، قال: يا عبد الغفار، ان قائمنا هو السابع من ولدي، وليس هذا أوان ظهوره، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ان الأئمّة بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني اسرائيل تسعة من صلب الحسين، والتاسع قائمهم، يخرج في آخر الزمان فيملأها عدلًا كما ملئت جوراً وظلماً.
قلت: فان كان هذا كائناً يا ابن رسول اللَّه فإلى من بعدك؟ قال: الى جعفر وهو سيد أولادي وأبو الأئمة، صادق في قوله وفعله، ولقد سألت عظيماً يا عبد الغفار، وانك لأهل الإجابة، ثم قال عليه السّلام: ألا ان مفاتيح العلم السؤال وأنشأ يقول:
شفاء العمى طول السؤال وانّما | تمام العمى طول السكوت على الجهل» «١» |
ز: المهدي من ولد جعفر الصادق:
روى القندوزي الخنفي بسنده عن أبي القاسم الطاهر بن هارون بن موسى الكاظم عن أبيه عن جدّه قال: «قال سيدي جعفر بن محمّد: الخلف الصالح من ولدي، هو المهدي، اسمه محمّد وكنيته أبو القاسم، يخرج في آخر الزمان، يقال لأمّه نرجس، وعلى رأسه غمامة تظلّه عن الشمس تدور معه حيث ما دار، تنادي بصوت فصيح، هذا المهدي فاتّبعوه» «1».
وروى الصدوق في (كمال الدين وتمام النعمة) بسنده عن حنان (حيان) السراج قال: «سمعت السيد اسماعيل بن محمّد الحميري يقول: كنت أقول بالغلّو واعتقد غيبة محمّد بن الحنفية فمن اللَّه علي بالصادق جعفر بن محمّد وأنقذني به من النار، وهداني الى سواء الصراط، فسألته- بعد ما صحّت عندي الدلائل التي شاهدتها منه أنه حجة اللَّه علي وعلى جميع أهل زمانه وانه الإمام الذي فرض اللَّه طاعته وأوجب الاقتداء به- فقلت له: يا ابن رسول اللَّه قد روي لنا أخبار عن آبائك في الغيبة وصحّة كونها، فأخبرني بمن تقع؟ فقال عليه السّلام: ان الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أولهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم المهدي القائم بالحق بقية اللَّه في الأرض وصاحب الزمان، واللَّه لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطاً وعدلًا كما ملئت جوراً وظلماً، قال السيد: فلما سمعت ذلك من مولاي الصادق جعفر بن محمّد تبتُ الى اللَّه تعالى ذكره على يديه، وقلت قصيدتي التي أوّلها: