ولم يقل شيئاً» «1».
قال سهل بن زياد: «لما حضر علي بن الحسين عليهما السلام الوفاة أغمي عليه فبقي ساعة، ثم رفع عنه الثوب ثم قال: «الحمد للَّه الذي أورثنا الجنة نتبوّء منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين». ثم قال: احفروا لي وابلغوا الى الرسخ، قال:
ثم مد الثوب عليه فمات» «2».
قال أبو جعفر عليه السّلام: «لما حضر علي بن الحسين عليهما السلام الوفاة ضمني الى صدره وقال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة، ومما ذكر أن أباه أوصاه به قال: يا بني اياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً الّا اللَّه» «3».
قال أبو عبد اللَّه عليه السّلام: «لما كان في الليلة التي وعد فيها علي بن الحسين عليهما السلام قال لمحمّد عليه السّلام: يا بني ابغني وضوءً قال: فقمت فجئته بوضوءٍ قال: لا ابغي هذا فان فيه شيئاً ميتاً، قال: فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فارة ميتة فجئته بوضوء غيره فقال: يا بني هذه الليلة التي وعدتها، فأوصى بناقته أن يحضر لها حظار وأن يقام لها علفٌ فجعلت فيه. قال: فلم تلبث أن خرجت حتى أتت القبر فضربت بجرانها ورغت وهملت عيناها، فاتي محمّد بن علي فقيل له: ان الناقة قد خرجت فأتاها فقال: صه الآن قومي بارك اللَّه فيك، فلم تفعل، فقال: وان كان ليخرج عليها الى مكة فيعلّق السوط على الرحل فما يقرعُها حتى يدخل المدينة، قال: وكان علي بن الحسين يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم، حتى يأتي باباً باباً فيقرعُهُ ثم ينيل من