دارك خيرٌ لك، فلم يزل يومه ذلك وليله في خلفه حتى قبض صلّى اللَّه عليه» «1».
قال المسعودي: «لما انصرف أبو جعفر الى العراق لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله، فقال جعفر لأخته أم الفضل- وكانت لأمه وأبيه- في ذلك لأنه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها مع شدّة محبتها له ولأنها لم ترزق منه ولداً، فأجابت أخاها جعفراً وجعلوا سمّاً في شي ء من عنب رازقي- وكان يعجبه العنب الرازقي- فلما أكل منه ندمت وجعلت تبكي فقال لها: ما بكاؤك؟ واللَّه ليضربنّك اللَّه بفقر لا ينجبر وبلاءٍ لا ينستر، فبليت بعلّة في أغمض المواضع من جوارحها صارت ناسوراً ينتقض في كل وقت، فانفقت مالها وجميع ملكها على تلك العلّة حتّى احتاجت الى رفد الناس. ويروى أن الناسور كان في فرجها. وتردى جعفر في بئر فأخرج ميتاً وكان سكران» «2».
قال ابن الصبّاغ: «ودخلت امرأته أم الفضل الى قصر المعتصم فجعلت مع الحرم وكان لها من العمر خمس وعشرون سنة وأشهر وكانت مدّة امامته سبعة عشر سنة أولها في بقية ملك المأمون وآخرها في ملك المعتصم، ويقال: انه مات مسموماً» «3».
قال الشبلنجي: «يقال: ان أم الفضل بنت المأمون سقته بأمر أبيها» «4».
وروي أنه «أنفذ المعتصم أشناس- أحد عبيده- بالتحف اليه والى أم الفضل