وآله وسلّم في المسجد فنودي فينا لسدّه ليخرج من في المسجد الا آل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، قال: فخرجنا، فلما أصبح أتاه عمّه، فقال: يا رسول اللَّه، أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام؟ فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: ما أنا أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام، ان اللَّه هو أمر به» «١».
وباسناده عن ابن عبّاس: «وسدّ أبواب المسجد غير باب علي رضي اللَّه عنه، وكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره» «٢».
وروى الحمويني باسناده عن بريدة الأسلمي، قال: «أمر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بسدّ الأبواب، فشق ذلك على أصحابه، فلما بلغ ذلك رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دعا: الصلاة جامعة، حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر وخطبهم، فلم يسمع لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم تحميد وتعظيم في خطبة مثل يومئذٍ فقال: يا أيّها الناس، ما أنا سددتها ولا انا فتحتها، بل اللَّه عزّوجل سدّها، ثم قرأ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم «وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» «3» فقال رجل: دع لي كوة تكون في المسجد، فأبى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وترك باب علي مفتوحاً، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب».
وروى ابن المغازلي باسناده عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: «لما قدم أصحاب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم المدينة لم يكن لهم بيوت يبيتون فيها، فكانوا يبيتون في المسجد، فقال لهم النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: لا تبيتوا في