هذا الى ما كان من بني مروان من تبديل كتاب اللَّه وتعطيل احكامه واتخاذ مال اللَّه دولًا بينهم، وهدم بيته واستحلال حرامه، ونصبهم المجانيق عليه ورميهم اياه بالنيران، لا يألون له احراقاً واخراباً، ولما حرم اللَّه منه استباحة وانتهاكاً، ولمن لجأ إليه قتلًا وتنكيلًا، ولمن أمنه اللَّه به اخافة وتشريداً حتى إذا حقت عليهم كلمة العذاب واستحقوا من اللَّه الانتقام، وملأوا الأرض بالجور والعدوان وعموا عباد اللَّه بالظلم والاقتسار، وحلت عليهم السخطة ونزلت بهم من اللَّه السطوة، أتاح اللَّه لهم من عترة نبيه وأهل وراثته من استخلصهم منهم بخلافته، مثل ما اتاح اللَّه من أسلافهم المؤمنين وآبائهم المجاهدين لأوائلهم الكافرين، فسفك اللَّه بهم دماءهم مرتدين، كما سفك بآبائهم دماء آباء الكفرة المشركين، وقطع اللَّه دابر القوم الظالمين، والحمد للَّه رب العالمين» «1».
وقال: «بايع أهل الشام معاوية بالخلافة في سنة سبع وثلاثين في ذي القعدة حين تفرق الحكمان، وكانوا قبل بايعوه على الطلب بدم عثمان ثم صالحه الحسن بن علي عليه السّلام وسلّم له الأمر سنة احدى وأربعين لخمس بقين من شهر ربيع الأول، فبايع الناس جميعاً معاوية، فقيل عام الجماعة، ومات بدمشق سنة ستين يوم الخميس لثمان بقين من رجب «2».
وكانت ولايته تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوماً.
قال: ويقال: كان بين موت علي عليه السّلام وموت معاوية تسع عشرة سنة وعشرة أشهر وثلاث ليال» «3».