وباسناده عن علي عليه السّلام: «انّه ناجى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عشر مرات بعشر كلمات قدمها عشر صدقات فسأل في الأولى: ما الوفاء؟
قال: التوحيد وشهادة أن لا إله الا اللَّه، ثم قال: وما الفساد؟ قال: الكفر والشرك باللَّه عزّوجل، قال: وما الحق؟ قال: الإسلام والقرآن والولاية إذا انتهت اليك، قال: وما الحيلة؟ قال: ترك الحيلة، قال: وما عليّ؟ قال: طاعة اللَّه وطاعة رسوله، قال: وكيف أدعو اللَّه تعالى؟ قال: بالصدق واليقين، قال: وماذا أسأل اللَّه تعالى؟ قال: العافية، قال: وماذا أصنع لنجاة نفسي؟ قال: كُل حلالًا وقل صدقاً، قال: وما السرور؟ قال: الجنة، قال: وما الراحة؟ قال: لقاء اللَّه تعالى.
فلما فرغ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من جواب أسئلة علي، نسخ حكم وجوب الصدقة قبل التناجي مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم» «١».
قال الشنقيطي: «فمن ذلك اختصاصه بالعمل بآية النجوى، فقد أخرج ابن الجوزي في اسباب النزول عن علي رضي اللَّه عنه انه قال: آية في كتاب اللَّه عزّوجلّ لم يعمل بها أحد قبلي ولن يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم، فلما أردت أن أناجي رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قدمت درهماً فنسختها الآية الاخرى «أَأَشْفَقْتُمْ» الآية» «2».
وروى ابن عساكر باسناده عن جابر، قال: «لما كان يوم الطائف ناجى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم علياً طويلًا فلحق أبو بكر وعمر فقالًا: طالت مناجاتك علياً يا رسول اللَّه، قال: ما أنا أناجيه ولكن اللَّه انتجاه».