وروى أيضاً من كتاب ابن المغازلي الشافعي باسناده عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «لكل نبي وصي ووارث، وان وصيّي ووارثي علي بن أبي طالب» «1».
ومن القوم من يشكك في ثبوت الوصية لعلي عليه السلام، مع تلك الأحاديث الكثيرة التي يرويها أعلام القوم كأحمد والطبراني وابن عساكر وأبي نعيم والبغوي والخطيب وغيرهم، مستندين إلى ما يروونه عن عائشة من أنها زعمت أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله قد توفي على صدرها ولم يوص إلى علي بشي ء.
هذا، وقد أجاب علماؤنا عن ذلك بوجوه:
الأول: إن الأحاديث في وصيّته إلى علي في شتّى اموره كثيرة جداً وأسانيدها صحيحة بالاتفاق.
والثاني: إنه لا يشترط أن تكون الوصيّة في الساعات الأخيرة من عمره حتّى يقال ذلك.
والثالث: إنّ أصل دعوى وفاته على صدرها غير صحيحة، بل إنه قد توفي في حضن علي.
والرابع: إنّ عائشة في مثل هذه الامور متّهمة فلا يجوز الأخذ برأيها.