ويدفعه (1): أن للواحد اعتبارين: إعتبار في نفسه من غير قياس بعض مصاديقه إلى بعض، فيساوق الموجود، ويعم مصاديقه من واحد وكثير، واعتباره بقياس بعض مصاديقه إلى بعض، فهناك مصاديق لا يوجد فيها من معنى عدم الانقسام ما يوجد في مصاديق أخر، كالعشرة التي لا يوجد فيها من معنى عدم الانقسام ما يوجد في الواحد وإن كان فيها ذلك إذا قيس إلى العشرات. فالكثير الذي ليس بالواحد هو المقيس من حيث هو مقيس، والذي يقابله هو الواحد بالاعتبار الثاني، وأما الواحد بالاعتبار الأول فهو يعم الواحد والكثير القسيمين جميعا. ونظير ذلك انقسام مطلق الموجود إلى ما بالقوة وما بالفعل مع مساوقة ما بالفعل لمطلق الموجود، وانقسام الوجود إلى ذهني وخارجي تترتب عليه الآثار مع مساوقة الخارجي المترتب عليه الآثار لمطلق الوجود. فكل ذلك من الاختلافات التشكيكية التي لحقيقة الوجود المشككة.
ونظير هذا التوهم ما ربما يتوهم (2) أن الوحدة من المعاني الإنتزاعية العقلية، ولو كانت حقيقة خارجية لكانت لها وحدة ولوحدتها وحدة وهلم جرا فيتسلسل.
ويدفعه (3): أن وحدتها عين ذاتها، فهي واحدة بذاتها، نظير ما تقدم في الوجود (4) أنه موجود بذاته من غير حاجة إلى وجود زائد على ذاته.