* وإذا نأى بك منزل فتحول * ومن رأى أنه طار من سفل إلى علو بغير جناح نال أمنيته وارتفع بقدر ما علا، ومن رأى كأنه طار كما تطير الحمامة نال عزا، ومن رأى كأنه طار حتى توارى في جو السماء فإنه يموت. وقال السالمي: من رأى أنه يطير من مكان إلى مكان وكان طيرانه عرضا فإنه يتوجه إلى موضع لم يعهده أو يسافر سفرا وينال فيه رفعة على قدر ما استعلى من الأرض، أما الطيران فيؤول بالتمني هذا إذا رؤى كثيرا وأما الطيران لأهل الصلاح فيؤول بطلب العلم وبكون مبلغه بقدر استعلائه ولأهل الفساد بطلب الفسوق والشر ولغيرهم بطلب أمر قد جد فيه. وأما الطيران فيؤول بخفة العقل والطيش في حال الغضب أو يكون فرحا وسرورا لقول الناس طار فلان من الفرح، ومن رأى أنه طار مصعدا مستويا فإنه حصول ضرر له بقدر صعوده واستعلائه وإن استقر من ذلك الطيران خلص من ضرر، ومن رأى أنه يطير وهو واقف مكانه فإنه يصيب خيرا وأحسن الطيران ما كان نحو القبلة، ومن رأى أنه طار ثم استقر بمكان معروف فإنه يؤول بقطع السفر إذا كان فيه وإن لم يكن فيه فلا بد له من السفر ووصوله إلى مكان يريده سالما، ومن رأى أنه طار وهو راكب فإن كان صاحب منصب فهو مفارقة ذلك المنصب وإن لم يكن فهو مفارقة عز هو فيه وإن طار المركوب معه في سفر منصب وإن استقر هو وما يركبه على الأرض فهو حصول عز. [الباب الخامس والخمسون: في رؤيا الفراعنة وأهل الأديان الباطلة وقطاع الطريق وأهل الجرائم ونحو ذلك] أما الفراعنة فإنها تؤول
(١٢٧)