في الفانوس. [الباب الرابع والخمسون: في رؤيا الوثب والسفر والانتقال والطيران والاستقرار ونحو ذلك] أما الوثب فإنه يؤول على أوجه. قال الكرماني: من رأى أنه وثب من موضع إلى موضع فإنه ينتقل من مكان إلى مكان أو يتحول من حال إلى حال فليعتبر الرائي ما بين المكانين اللذين وثب من واحد إلى آخر فأيهما كان أحسن فيعلم له ما يعبر به ومن رأى أنه وثب بعيدا فإنه يسافر سفرا طويلا، ومن رأى أنه يتصرف في وثبه كيف يشاء أو يبلغ بوثبه حيث يريد فإنه يؤول على ثلاثة أوجه سفر بفائدة وظفر ونصرة وحصول مراد فيما يرومه، ومن رأى أن وثبته قصرت عما أراد ولم يبلغ منها غاية ما في نفسه فتعبيره ضد ذلك ولكن التحول لابد منه، ومن رأى أنه اعتمد في وثبته على عصا أو غيرها فان العصا رجل منيع فيعتمد في تحويله على من يكون بهذه الصفة وكذلك تعبير ما اعتمد عليه من الأشياء فيكون من معنى ذلك ويؤول على ما ينسب إليه ذلك في أصول التعبير ومن رأى أن له معتمدا فانسب المعتمد عليه إلى جوهره في التأويل ومن رأى أنه وثب نهرا أو بئرا أو حفيرة أو جرفا أو نحو ذلك فإنه يتحول من حالة مكروهة إلى حالة جيدة وينجو من أمر مكروه ويسلم عاجلا. وقال أبو سعيد الواعظ: من رأى أنه وثب على رجل فإنه يغلبه ويقهره فان الوثوب على القوة قوة، ومن رأى أنه وثب وغاب في وثبته حتى لم ير فإنه يموت، وأما النط فإنه تقدم
(١٢٤)