الشرع فإنه لا يسلم وإن سلم فإنه لا يكون ثابتا في الاسلام، وقال جابر المغربي: من رأى أن مشركا دخل الجنة أو صلى نحو القبلة أو شكر الله تعالى أو دخل في حصن أو صار قلبه واسعا فإنه يدل على إسلامه لقوله تعالى - فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام - وقال جعفر الصادق: من رأى مشركا وكان الرائي مستور الحال فإنه يدل على طلب العلم والظفر على أعدائه وإن لم يكن مستور الحال فإنه يصاحب أرباب المذاهب الفاسدة. وأما النصارى فإنها تؤول على أوجه فمن رأى أنه صار نصرانيا فإنه يدل على كونه في الضلالة وطريق البدعة وعدم اعتقاده في دين الاسلام ومن رأى نصرانيا فإنه يظفر على خصمه إن كان له مع أحد خصومة لان النصراني مشتق من النصرة ومن رأى نصرانيا صار مسلما فإنه يسلم سريعا أو يموت عاجلا ومن رأى أن قيامه وقعوده مع النصارى فإنه يكون محبا لهم ويميل إليهم كل الميل وقيل من رأى نصرانيا وكان في حرب فإنه ينتصر، ومن رأى أن نصرانيا قد تغير عن ملته إلى ملة أخرى فإنه يؤول بعدم سلوكه في طريق ملته كما ينبغي، ومن رأى أن نصرانيا فعل شيئا لا يجوز في ملة الاسلام مثل صعوده منارة أو منبرا أو ما أشبه ذلك فإنه يؤول على أوجه: حصول مصيبة له وتولية من ليس له دين في هذا المكان حاكما وظهور بدعة هناك واستخفاف أهله بدين الاسلام، ومن رأى نصرانيا دخل الحرم فإنه يسلم ويأمن مما يخاف ويحذر،
(١٢٩)