تعبيره في الباب الثالث والعشرين، وأما السفر والانتقال فإنه يؤول على أوجه فمن رأى أنه يسافر ويعلم أن المقام الذي يتوجه إليه أحسن من هذا المقام الذي هو فيه ويرحل منه فإنه يدل على تحسين حاله ونيل آماله وإن علم أن المقام الذي هو فيه أحسن من هذا المقام الذي صمم عزمه عليه فتعبيره ضده وإن لم يعلم أيهما أحسن ولا يعلم بأيهما يقيم في سفره فإنه يدل على تشتته وبعده عن وطنه وأقربائه أو ينتقل من دار إلى دار وإما أن يودع أحدا أو أحد يودعه وتغير أحوال دهره ثم بعد ذلك يستقيم حاله. وقال جابر المغربي من رأى أنه يسافر راكبا ومؤناته وأسبابه كاملة فإنه يدل على انتظام أحواله ونيل آماله وإن كان بخلاف ذلك فتعبيره ضده. وقال أبو سعيد الواعظ:
السفر في التأويل يدل على ثلاثة أشياء انتقال من مكان إلى مكان أو من حال إلى حال أو السياحة ومن رأى أنه يسافر وهو مريض فإنه يموت ومن رأى أنه أخذ زاد السفر فإنه قد قدم خيرا لقوله تعالى - وتزودوا فان خير الزاد التقوى وأحسن السفر ما كان إلى جهة القبلة. وقال بعص المعبرين: رؤيا السفر لأهل الصلاح تؤول بالغنيمة لقوله عليه السلام " سافروا تغنموا " وبالعز وتفريج الهموم لقول الإمام الشافعي رضي الله عنه لبعض أصحابه الصلحاء شعرا: كثرة المكث في المنازل ذل * فاغتنم سفرة ولا تتأنس أما ترى الماء في الخليج زلالا * فإذا طال مكثه يتدنس ولأهل الفساد بحصول العذاب لقوله عليه السلام " السفر قطعة من العذاب " وأما الطيران