أنه يمص قصبا فإنه يصير إلى أمر يكثر كلامه فيه ولكن يستحيل منه. [فصل: في رؤيا عسل النحل] هو نعمة عظيمة وغنيمة والشهد أبلغ في حصول المراد. وقال أبو سعيد الواعظ بلغنا أن رجلا أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " رأيت في المنام ظلة تنطف السمن والعسل والناس يلعقونها فمستكثر منهما ومستقل فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني يا رسول الله أعبرها فقال أنت من ذلك فقال أبو بكر إنما هو القرآن وتلاوته وحلاوته والناس يأخذونه فمستكثر ومستقل " وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " رأيت كأني في قبة من حديد وإذا عسل من السماء فيلعق الرجل اللعقة واللعقتين ويلعق الرجل أكثر من ذلك ومنهم من يحسو فقال أبو بكر رضي الله عنه دعني أعبرها يا رسول الله فقال أنت من ذلك فقال أما قبة الحديد فالاسلام وأما العسل الذي ينزل من السماء فالقرآن وأما الذي يلعق منه اللعقة واللعقتين فالذي يتعلم السورة والسورتين وأما الذين يحسونه فالذين يجمعونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت يا أبا بكر " وروى أن عبد الله قال " يا رسول الله إني رأيت في المنام أن أصبعي هذه تقطر سمنا وهذه تقطر عسلا وأنني لعقتهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقرأ الكتابين " والعسل لأهل الدين حلاوة أو تلاوة القرآن وأعمال البر ولأهل الدنيا إصابة غنيمة من غير تعب وإنما قلنا إن العسل يدل على القرآن لان الله تعالى وصف كليهما بالشفاء فقال في النحل
(٤)