ومن رأى أنه كان بيده شمعة موقودة فأطفأها أحد فإنه يدل على أحد يحسده لما هو فيه من النعمة، ومن رأى أن بيده شمعة موقودة ونقص ضوؤها فإنه يدل على نقص نعمته ودولته، ومن رأى بيده شمعة غير موقودة فإنه يدل على حصول شئ قليل مما ذكر. وقال دانيال: من رأى بيده أو في بيته شمعة موقودة إن كان له امرأة تلد غلاما وإن كان عزبا فإنه يتزوج أو يشترى جارية وإن كان له غائب في السفر فإنه يأتي بالسلامة، ومن رأى في مدينة شموعا كثيرة موقودة فإنه يدل على عدل ملك تلك المدينة وقضاته وأئمته وعلى كثرة الأعراس والأفراح، ومن رأى شموعا كثيرة موقودة في مسجد أو مدرسة فإنه يدل على اشتغال أهل ذلك المكان بالعلوم والطاعات والعبادات.
وقال أبو سعيد الواعظ الشمعة ولد سخى وجيه، وأما الشمع فمال حلال يصل إلى صاحبه بعد تعب. وقال جعفر الصادق رؤيا الشمعة تؤول على أربعة عشر وجها ملك وقاض وولد وعرس ونفاذ أمر ورياسة ودار وفرح وعلم وغنى وعيش هنئ وجارية وامرأة وكما رآه الرائي. وأما الفانوس فإنه يؤول بمن يليق به المنصب بحصوله وللعوام بالولد وربما دل على العز والجاه وإطفاؤه عزل الحاكم عن منصبه إن عرف صاحبه وإلا فلا خير فيه وكثرة الفوانيس زيادة في الحرمة والأبهة وربما دل على زيادة الدين لضوئه، وأما المشعل فإنه يؤول على أوجه فمن رأى مشعلا يضئ في برية والناس يتبعون ضوءه فإنه انسان يحصل به نتيجة وربما يؤول من معنى الضوء ورؤياه للحاكم محمودة وإطفاؤه نظير ما تقدم