من الحيوان فإنه مال وغنيمة لان الله سبحانه وتعالى أحله له، ومن رأى أن الصيد فاته فإنه يطلب غنيمه وتفوته، ومن رأى شيئا من الحيوان الوحشي قد اصطيد وهو مكبل فهو مؤول فيما ينسب إليه ذلك الحيوان، ومن رأى أنه اصطاد حيوانا وحشيا وهو مطاوع له فإنه يدل على مصاحبته لرجل من أهل البادية ويكون مقامه بمقدار قيمة ذلك الحيوان، ومن رأى أنه يتخدم إلى حيوان وحشي فإنه يخدم أناسا جاهلين، ومن رأى أن شيئا من الحيوان الوحشي كلمه فإنه يؤول بحصول العز والمرتبة وقال أبو سعيد الواعظ الحيوان الوحشي إذا استأنس دل على خير ونفع والحيوان الانسي إذا استوحش دل على شر والوحوش الكثيرة تؤول بأصحاب القرى والرساتيق.
[الباب الموفى للستين في رؤيا سائر الطيور من الجوارح وغيرها] [فصل: في رؤيا الطيور الجوارح] وهي أصناف عديدة. وأما العقاب فإنه سلطان قوى مهاب صاحب حرب وبأس شديد فمن رأى أنه ملك عقابا وكان مطيعا له فإنه يتمكن من سلطان ومن رأى أن عقابا حمله وطار به عرضا فإنه يصيب شرفا وسلطانا أو يسافر سفرا بعيدا، ومن رأى أنه يصطاد عقابا فان ذلك يؤول باحتوائه على ملك وتصرفه فيه، ومن رأى أن عقابا ضربه بمخلبه فإنه ينال مكروها في سلطانه، ومن رأى أنه يقاتل عقابا فإنه ينازع سلطانا فلا يأمن العطب، ومن رأى أن عقابا انقض عليه من السماء فإنه يموت سريعا. وأما الصقر فإنه مختلف فيه منهم من قال إنه سلطان الطيور ومنهم من قال العقاب سلطان الطيور وتأويله في علم التعبير كتأويل العقاب لكونهما منسوبين إلى سلطنة الطيور