السن تغازل فتاة مثلي يا جدي؟! وحيث كنت متأهبا للرد فأجبتها: نعم، أنا جدك بالسن، ولكن مثيلك وعدلك بالروح والعواطف والأدب، بل أنا خير من ذلك الشاب الطائش المغرور الذي متى أنهى دوافع شهوته وكبريائه، عاد زالا عن الهوى العذري إلى كبريائه ورعونته، غير مجد بروح الأدب وسمو النفس، وكلما قابلتني بالصد والكبرياء قابلتها بالعطف واللين، وأوضحت لها قيمة الحكمة ومقام الأدب عند أمثالي، وروح التجربة خير ممن تميلين إليه من شاب أرعن، كلا، إن إدراك حقيقة أمثالي لا يمكن أن تجديها عند شاب طائش قليل التجربة الذي متى أنهى غرائزه النفسية فرغ وعاد عديم الروح والحركة النفسية.
واستمر بيننا الحوار حتى عادت تتقارب، ودنت وأيدتني، وألقت نفسها إلي تعانقني وتقول: الحق معك، ولا أريد غيرك، وأرجو أن أكون بلغت المراد، وهاهي القصيدة:
هو أحاديثك لي ورد * ومن فيك حلا الورد وخداك مع الثغر * ورود جارها ورد فورد زانه ورد * ومنه الورد والند هنيئا للذي وافاه * منك الوعد والعهد وويل لمعناك * إذا ما هده الصد * * * قوام زانه الدل * وأنفاس بها الفل وطرف جمع الأضداد * فيه الظلم والعدل وثغر فيه للرشفة * ما يصبو له الكل وحراس محياك * بها العقرب والصل