الظلمة (1)، وأنت واجد منهم خير الخلف ممن لم يعاون ظالما على ظلمه ولا آثما على إثمه. ثم ليكن آثرهم عندك أقولهم بمر الحق لك (2) وأقلهم مساعدة في ما يكون منك مما كره الله لأوليائه واقعا (ذلك) من هواك حيث وقع. والصق بأهل الورع والصدق ثم رضهم على أن لا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله (3).
ولا يكونن المحسن والمسئ عندك بمنزلة سواء، فإن في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان في الإحسان، وتدريبا لأهل الإساءة! وألزم كلا منهم ما ألزم نفسه (4) واعلم أنه ليس شئ بأدعى إلى حسن ظن راع برعيته من إحسانه إليهم (5) وتخفيفه المؤونات عنهم، وترك استكراهه إياهم على ما ليس قبلهم (6)، فليكن منك في ذلك أمر يجتمع لك به