لا يعلم أحد محصلها ولا ربطها بالكلام. ومر أيضا أن القرآن يذكر أن إبراهيم طلب أن يرى بعينه إحياء الله للموتى ليؤكد بذلك إيمانه بيوم المعاد ويطمئن قلبه بهذه الحقيقة بسبب تعاضد الحس والوحي.
فجرى القرآن على الحقيقة المناسبة لإيمان إبراهيم خليل الله.
وجلال الله في إعطاء العلامة المعقولة.
وقد مر في صحيفة 55 - 56 حكاية الذين جاؤوا إلى إبراهيم وإلى لوط واضطراب التوراة الرائجة في عددهم وفي أنهم الله أو ملائكة.
وذكرت أنهم أكلوا من طعام إبراهيم ولوط.
ومر في صحيفة 69 وبيان كرامة القرآن في ذكره لهذه القصة على الوجه المعقول. وقد عرفت مكالمتكم الكريمة في ذلك في صحيفة 59 و 60 ومر أيضا في صحيفة 77 قول التوراة الرائجة أن موسى وهارون وابنيه وسبعين من شيوخ بني إسرائيل رأوا الله وتحت رجليه شبه صنعة العقيق ولم يمد الله يده إليهم بل رأوه وأكلوا وشربوا. وذكرتم أنتم في صحيفة 77 أيضا من آيات القرآن ما يكذب هذه الحكاية ويسفهها، مضافا إلى أن القرآن الكريم يكذب خرافة رؤية الله المتكررة في التوراة والعهد القديم.
بقوله تعالى في الآية الثالثة بعد المائة من سورة الأنعام المكية:
(لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) يا أصحابنا وإن العهد القديم والعهد الجديد قد نصا على نبوة يعقوب وموسى وهارون وداود وسليمان وأرميا والمسيح عليهم السلام وأنهم أكرموا بالوحي والقداسة والأمر بإرشاد للناس.
ومع ذلك ينسب العهدان إلى هؤلاء الأنبياء الكرام ما ينافي مقام النبوة والإمامة في الناس للارشاد والتعليم. وقد أشار القرآن الكريم إلى كذب هذه النسبة الساقطة بقوله تعالى في الآية الرابعة والعشرون بعد المائة من سورة البقرة: (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن - (كما