من زمان القضاة لبني إسرائيل، وفي أيام ملوكهم، وعند ارتداداتهم عن التوحيد.
وعند تخريبهم لبيت المقدس وتنجيسه وجعله بيتا للأصنام، وعند مهاجمات المشركين على الأمة الإسرائيلية، وعند نهب مقدساتهم.
وعند إحراق بيت المقدس وبيوت أورشليم. وملاشاة الأمة بالقتل والأسر، وعند تفرد حلقيا وعزرا بإظهار التوراة. وبعد سبي بابل. وبعد زمان المسيح.
وحينما كانت كتب العهدين محجوبة في كل أدوارها ونشأتها عن أعين العموم بسبب استقلال الروحانيين برؤيتها. فيكون القرآن ذلك الرجل الشاهر سيفه المتجرد للمراقبة، مترصدا في جميع تلك الأوقات والأحوال يقطع يد كل من يمد يده إلى كتب العهدين بالإعدام أو تجديد الولادة أو التحريف.
يا عمانوئيل هل تقول: إن القرآن إذا كان مهيمنا على التوراة والإنجيل فلا بد من أن يعمل بسيفه كما ذكرناه قبل نزوله في مدة ألفي سنة.
عمانوئيل: لا يا شيخ لا يمكن أن أقول ذلك ولا يقبله شعوري فإن لي والحمد لله من الشعور ما أعرف به أن القرآن كلام هدى وبيان لا سيف قدرة أو سلطان. وإنما يكون مهيمنا وحافظا ببيانه في زمان وجوده.
لكن يا شيخ أليس من اللازم عليك أن تبين معنى معقولا لكون القرآن بعد نزوله مهيمنا على ما تقدم عليه من نوع الكتاب المقدس.
الشيخ: إن القرآن الكريم بحكمة بيانه ولطائف إشاراته لأولي الألباب قد قام لكتب الوحي الحقيقية بحماية ومحافظة كبيرة فكان مهيمنا عليها ببيانه بعد نزوله لئلا تتلوث معارفها الإلهية وقدس أنبيائها وكرامة