فرض التعدد أن يكون في كل واحد من المتعددين جزء هو القدر المشترك بين الآلهة المتعددة وجزء يعلل بطبيعته لكل فرد مائزه الخاص به.
فيكون كل واحد من الأفراد مركبا محتاجا إلى أجزائه وإلى فاعل يؤلفها. إذن فكل واحد من الأفراد لا يكون واجب الوجود.
بل نقول. إن كل واحد من أجزاء الماهية محتاج في وجوده إلى الجزء الآخر فلا يكون شئ من ماهية الآلهة المتعددة واجب الوجود.
فيا للعجب من الانسان. تراه يتقهقر ويضل وأعلام الطريق له واضحة وأنوار الحقيقة ساطعة. فها هو يضطره شعوره إلى تعليل الكائنات تعليلا مستقيما يستقر على موقف علمي يثبت فيه الأقدام.
وبأوليات شعوره يقدر مبدأ تعليله قديما أزليا.. حينما تكون فطرته العلمية التي تنبهه من الغفلات تناديه بأن القدم والأزلية والوقوف بالتعليل لا تستقيم ولا تخرج عن الأوهام المستحيلة إلا بالاعتماد على واجب الوجود وحينما يعرفه وجدانه واعتباره في الكائنات العالمية التي تهتف باسم غاياتها إن هذا الواجب الوجود الوجود يوجد الخليقة على الحكمة والعلم بالغاية فاعترف به إلها وسماه في كل لغة باسم خاص مقدس.
وحينما يناديه الشعور العلمي بأن وجوب الوجود ينافيه تركيب الموجود بجميع صور التركيب.
كيف لا ينافيه؟!
والتركيب تلزمه الحاجة إلى الأجزاء والحاجة إلى فاعل يؤلفها.
وينادي بأن الأفراد التي يدعى اشتراكها في الإلهية لا بد من أن تكون مركبة.
فيا أيها الانسان لماذا تقهقرك أوهام الأهواء عن الحقيقة رغما على أساسياتك التي لا محيد لك عنها في شرف العلم وناموس الشعور.
تتقهقر وتجعل الإله آلهة متعددة فلا تقدر حينئذ أن تصف واحدا منها بوجوب الوجود الذي هو الأساس في الإلهية وعليه يبتني عرفانها..