تريد بذلك محض ارتباط الملة أو الشخص بالإيمان والتوحيد والصلاح وامتيازه بذلك عن البشر فتشير بذلك إلى امتياز هؤلاء بالارتباط بالله بالإيمان وصلاح الطاعة كامتياز الولد بالارتباط والانقياد لأبيه وشرف مكانه عند الأب.
وربما يكون من ذلك ما يحكى عن قول الله في شأن بني إسرائيل.
في التوراة في العدد الثاني والعشرين والثالث والعشرين من رابع الخروج وفي أول الفصل الحادي عشر من كتاب هوشع (إسرائيل ابني البكر - أطلق ابني) (لما كان إسرائيل غلاما أحببته. ومن مصر دعوت ابني) وفي شأن سليمان بن داود (لأني اخترته لي ابنا وأنا أكون له أبا) كما في الفصل السابع عشر والثاني والعشرين والثامن والعشرين من سفر الأيام الأول والسابع من سفر صموئيل الثاني. وما يحكى عن المسيح في شأن المؤمنين الصالحين من قوله (لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات - طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون) كما في خامس متى.
والعهد الجديد كثيرا ما سمى المؤمنين (أولاد الله) كما في العدد الثاني عشر والثالث عشر من الفصل الأول من إنجيل يوحنا والعدد الأول والثاني من الفصل الخامس من رسالة يوحنا الأولى. والعدد الرابع عشر والسادس عشر من الفصل الثامن من رسالة رومية.
لكن تارة أخرى تذكر الولادة في العهدين بنحو التأليه التابع للتقاليد الوثنية بحيث لا يقبل إصلاح التأويل. فمن ذلك ما في العدد السادس من الفصل التاسع من أشعيا في قوله: (لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا إلها قديما أبديا) ومن ذلك ما تضمنه الفصل العاشر من إنجيل يوحنا من العدد الثالث والثلاثين إلى السابع والثلاثين فإنه يذكر ما حاصله أن اليهود قالوا للمسيح (نرجمك لأجل تجديف أي لأجل إنك تتكلم بالكفر والشرك.
فإنك وأنت إنسان نجعل نفسك إلها فقال يسوع: أليس مكتوبا في ناموسكم أنا قلت: إنكم آلهة. إن قال آلهة لأولئك ولا يمكن أن ينقض