مركبا في المقدار أو في الماهية ومقدورا لمن يلجئه إلى السكون في المكان الخاص أو الحركة الخاصة.
وأما حدوث التجسد له وتغير كيانه الأول فقد مر في كلامنا وكلامك أن واجب الوجود لا يمكن أن يتغير كيانه.
ولزيادة الايضاح نقول إن قد ذكرنا أن واجب الوجود لا بد من أن يكون منزها عن التركيب وفي غاية البساطة من كل جهة. فذلك الكيان بتلك الحقيقة البسيطة هو واجب الوجود ومن وجوب وجوده يلزم كونه أبديا.
فمن الواضح إذن أنه يستحيل أن يتبدل هذا الكيان إلى كيان آخر وإن كان بسيطا فإن الكيان الأول يخرج عن كونه أبديا وواجب الوجود وأما الكيان الثاني فهو حادث بالضرورة فلا يكون واجب الوجود. بل يجري نحو هذا البيان حتى لو فرضنا الكيان الأول لواجب الوجود مركبا فإنه بفرض تغيره إلى كيان آخر مركب أو بسيط يخرج عن فرض كونه واجب الوجود. وهذا بديهي وقد ذكرته أنت في صحيفة 363.
ويا للعجب من قولك (ويظهر مجده وقدرته) أي مجد وقدرة يظهر أن بالتجسد. هل يظهران بالخضوع لفقر البشرية وحاجتها إلى الطعام والشراب. أم بذلة الآلام والاضطهاد. أم بالصلب والاستزاء والقتل كما ابتلى به من زعم الناس أنه إليه متجسد مثل بوذا. وكرشنا. واندرا.
والمسيح. وغيرهم ممن ألهه المكسيك والرومان وغيرهم.
عمانوئيل: يذكر الفصل الرابع عشر من كتاب أعمال الرسل أن (بولس. وبرنابا) دخلا (لسترة) وشفى فيها مقعد عاجز الرجلين فقال الجموع من أهل لسترة إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا. فكانوا بناء على وثنيتهم بدعون برنابا (زفس) أي المشتري. ويدعون بولس (هرمس،. أي عطارد. فقال بولس وبرنابا للجموع في التوبيخ على ضلالهم والاحتجاج عليهم (لماذا تفعلون هذا نحن أيضا بشر تحت آلام