والتهذيب، والاختصار والتجريد طريق سلكه كثير من الفضلاء قبلي، ثم رأيت أن أسميه من بعد ذلك ب:
(أشعة من منار الهدى) أما مؤلف " منار الهدى " فهو الشيخ علي بن عبد الله بن علي البحراني الستري علم من أعلام البحرين، ذلك البلد الطيب الذي أنجب كثيرا من العلماء والفقهاء، والفلاسفة والحكماء، والأدباء والشعراء في ماضي الدهر وحاضره.
كما عرف بالولاء لأهل البيت عليهم السلام منذ أن دخله الإسلام، أو منذ أن دخل هو طواعية في الإسلام أيام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قد تعاقب عليه ولاة عرفوا بالتشيع لعلي عليه السلام أمثال أبان بن سعيد بن العاص الأموي والعلاء بن الحضرمي، وساعد في ذلك تهجير زياد بن أبيه في أيام ولايته على العراق جماعة عرفوا في ولاء أهل البيت ومحبتهم، ولجوء آخرين إلى البحرين فرارا من بطش الحجاج أيام بني مروان، فأسسوا للإيمان قواعد راسخة، وشيدوا للعلم صروحا شامخة، لا تزعزعها القواصف مهما اشتدت الأعاصير، وعصفت الرياح.
ولد المؤلف في البحرين ولم تذكر لنا المصادر تاريخ ولادته، لا مسقط رأسه من قرى البحرين، والمظنون أنه ولد في قرية " سترة " وهي القرية التي ينسب إليها، نشأ في البحرين، وتعلم فيها، وتخرج بعلمائها وخصوصا والده وهو أيضا من العلماء الأعلام، فعل وانتهل حتى ارتوى - وإن كان طالب العلم لا يشبع نهمه ولا تروى غلته ما دام يتنسم روح الحياة - فأصبح عالما يشار إليه بالبنان، وفقيها يرجع إليه في الأحكام، ثم بدا له أن يهاجر إلى مطرح من بلاد عمان لحاجة الناس إليه هناك، ولكثرة العلماء في البحرين