(عليه السلام): (إلا أن يدعي مدع) الخ مشير إلى بطلان ما أثبته العامة للثلاثة من الفضل في كل وقت، بل صريح في نفيه بشديد المبالغة لقوله:
(ولا أظن الله يعرفه) يعني أنه لم يكن في علم الله لهم فضل يماثلون به عليا (عليه السلام) فضلا عن أن يكون برز ذلك للناس وظهر وصار معروفا، فمن ادعى لهم ذلك فقد ادعى ما لا أعرفه لهم ولا يعرفه لهم فدعواه لهم مماثلتي باطلة، ومنه يعلم أن الأخبار التي رواها الخصوم في التفضيل كلها باطلة مزورة، وهذا ينضاف إلى ما بيناه أولا من الاستدلال على بطلانها فأين يذهب بالقوشجي في قوله إن عليا (عليه السلام) قال: خير الناس أبو بكر ثم عمر، كما مر أفلا يسمع هنا كيف نفى عنهم الفضل بالمرة، وبالغ في تأكيد نفيه أشد المبالغة، وهو تصديق ما قلناه هناك.
ومنها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما رواه الخصم عن أبي جعفر الإسكافي عن جابر عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا (عليه السلام يقول: (اللهم إني أستعديك على قريش فأنهم قطعوا رحمي، وغصبوني حقي، وأجمعوا على منازعتي أمرا كنت أولى به، ثم قالوا: إن من الحق أن نأخذه ومن الحق أن نتركه) (1) فقد صرح في القول بغصب أقوم حقه وبخطئهم في قولهم إن أخذهم الأمر حق وتركه له كذلك، ومعناه أنه ليس من الحق أن يأخذوه كما قالوا، وإذا لم يكن أخذهم إياه حقا كان باطلا وباقي الكلام كالأول.
ومنها ما رواه عن أبي القاسم البلخي عن سلمة بن كهيل عن المسيب بن نجبة قال: بينا علي (عليه السلام) يخطب إذ قام أعرابي فصاح: وامظلمتاه فاستدناه علي (عليه السلام) فلما دنا قال له: (إنما لك