بمعاوية وغيره من أهل الخلاف عليه أيام خلافته كما زعم ابن أبي الحديد لعدم المخصص إذ ليس معه إلا الرجم بالغيب من مكان بعيد وقوله (عليه السلام) (الآن) الخ مصرح بأن الحق كان عند غير أهله ومنها قوله (عليه السلام) في خطبة: " ألا إن الشيطان قد ذمر حزبه واستجلب خيله ليعود الجور إلى أوطانه ويرجع الباطل إلى نصابه " (1) وهو صريح في أن إمرة السابقين عليه جور وباطل ومنها قوله (عليه السلام): في خطبة رواها ابن أبي الحديد عن أبي الحسن المدايني عن عبد الله بن جنادة: (أما بعد فإنه لما قبض الله نبيه (صلى الله عليه وآله) قلنا نحن أهله وورثته وعترته وأولياؤه دون الناس لا ينازعنا سلطانه أحد ولا يطمع في حقنا طامع إذ انبرى لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا فصارت الإمرة لغيرنا وصرنا سوقة يطمع فيها الضعيف ويتعزز علينا الذليل فبكت الأعين منا لذلك وخشنت الصدور وجزعت النفوس " (2) الخطبة وهي مصرحة بأن عليا (عليه السلام) وارث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) دون الناس ووليه وأن سلطان النبي قد غصبه القوم منه، وأن أعين عترة الرسول (صلى الله عليه وآله) لم تزل لذلك باكية وصدورهم ما زالت خشنة ونفوسهم جازعة، أفيكون هذا كله لترك الأولى كما يدعيه الخصم أو يكون تارك الأولى غاصبا كلا ما هو إلا لفعل محرم وارتكاب محظور وما ذاك إلا لمخالفة نص معلوم.
ومنها قوله (عليه السلام): في خطبة مثلها رواها المعتزلي عن الكلبي: (إن الله لما قبض نبيه (صلى الله عليه وآله) استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة) (3).