اختصوا بالقرابة من الحسين وهو الإمام بعد الحسن دون ولد الحسن.
فكان ولد الإمام أولى به بمفاد الآيتين فلم يكن ميراث الحسين (عليه السلام) من جده وأبيه يعود بعده إلى ولد أخيه دون ولده ولا يشتركون فيه، ومن هذا بطل قول من قال من الزيدية وغيرهم بأن الإمامة بعد الحسين جائزة لذريته وذرية أخيه الحسن لتساوي قرابة الكل منهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى أمير المؤمنين، ومنه أيضا يفسد قول الكيسانية بانتقال الإمامة بعد الحسين إلى أخيه محمد بن علي وهو ابن الحنفية ثم من بعده لولده وأنه هو القائم المنتظر إلى غير ذلك من خرافاتهم واختلافاتهم، لأن علي بن الحسين أقرب إلى أبيه وإلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من عمه محمد (رض)، وبطل قول الإسماعيلية لأن موسى (عليه السلام) أقرب إلى أبيه أبي عبد الله، من ولد أخيه إسماعيل إذ لا خلاف في أن الولد أقرب من ولد الولد وليست لإسماعيل إمامة في حياة أبيه إذ لا إمامة للاحق إلا بعد مضي السابق وإسماعيل مات قبل أبي عبد الله (عليه السلام)، وبطل قول الفطحية بإمامة عبد الله بن جعفر (1) لعدم العدالة فيه دون العصمة والعلم وباقي الشروط وبهذا أيضا يبطل جميع ما ذكرناه من الأقوال وغيرها من خرافات فرق الشيعة غير الإمامية وغيرهم من فرق الناس والله الموفق للصواب.