ورجل مني) (1) لعموم اللفظ ولأنه إذا لم يجز أن يؤدي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض الأمور من هو بعيد عنه في النسب فكيف يجوز أن يؤدي عنه إلى جميع الأمة جميع الأحكام الشريعة في الدين والدنيا فدل ذلك على اشتراط الأقربية من النبي (صلى الله عليه وآله) في الإمام فإن قيل:
إذا حكمتم بأن الإمام يجب أن يكون أقرب الناس إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم لزمكم القول بأن العباس بن عبد المطلب هو الإمام بعد رسول الله كما قاله العباسية لأنه العم والعم أقرب من ابن العم وأنتم لا تقولون بذلك، قلنا لهذا جوابان عندنا معروفان وآخران مذكوران.
الأول وأن ابن العم للأبوين أقرب عندنا من العم للأب فيجوز الميراث دونه ويحجبه، وهذا مذهب أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن المحقق أنه لا يقول إلا الحق وقد قال به قوم من الفقهاء كنوح بن دراج (2) وأبي بكر بن عياش (3) وغيرهما وعلي (عليه السلام) ابن عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبويه فإن أم عبد الله وأبي طالب جميعا فاطمة بنت عمرو المخزومية وأم العباس أخرى غيرها فهو عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبيه خاصة فيكون علي (عليه السلام) أقرب منه إلى النبي (صلى الله عليه