أكاتب بها جميع المكلفين أمرا عاما، فكاتبنا بذلك الأمراء ومشايخ الدين، فأنكر الأشقياء، وصدق الصديقون الذين لا يبالون فيما لقوه في الله من المكروه، وما فاتهم من المحبوب المشتهى بل هم ناظرون إلى وعده سبحانه وتعالى بقوله:
* (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا، والعاقبة للمتقين) *.
وحيث أن الأمر لله، والمهدية، أرادها الله لعبده الفقير الحقير الذليل محمد المهدي بن عبد الله، فيجب بذلك التصديق لإرادة الله، وقد اجتمع السلف والخلف في تفويض العلم لله سبحانه، فعلمه سبحانه لا يتقيد بضبط القوانين، ولا بعلوم المتفننين، بل " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " قال تعالى:
* (ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء) * (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو) * (ولا يسأل عما يفعل) * (يختار ما يشاء) * (يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) *.
وقد قال الشيخ محي الدين ابن العربي: في تفسيره على القرآن العظيم علم المهدي كعلم الساعة والساعة لا يعلم وقت مجيئها على الحقيقة إلا الله، وقال الشيخ أحمد بن إدريس كذبت في المهدي أربعة عشر نسخة من نسخ أهل الله؟ ثم قال يخرج من جهة لا يعرفونها وعلى حال ينكرونه.
وهذا لا يخفى عليكم أن التأليفات الواردة في المهدي منها الآثار وكشف الأولياء وغير ذلك فيختلف كل منها كما علمت من أنه يمحو الله ما يشاء ومنها الأحاديث فمنها الضعيف والمقطوع والمنسوخ والموضوع بل الحديث الضعيف ينسخه الصحيح والصحيح ينسخ بعضه بعضا كما أن الآيات تنسخها الآيات وحقيقة ذلك عليما هي عليه لا يعرفها إلا أهل المشاهدة والبصائر هذا وقد أخبرني سيد الوجود صلى الله عليه وسلم بأن من شك في مهديتك فقد كفر بالله ورسوله كررها صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وجميع ما أخبرتكم به من خلافتي على المهدية إلخ فقد أخبرني به سيد الوجود صلى الله عليه وسلم يقظة في حال الصحة وأنا خال من الموانع الشرعية لا بنوم ولا جذب ولا سكر ولا جنون بل متصف بصفات العقل أقفو أثر رسول الله صلى الله عليه