كما حصل على خلاف إجراءات منع التدوين إجماع المسلمين بعد قرن واحد.
لكن منشأ تلك التهمة هي محاولات أولئك المانعين عن التدوين، وتبريرات الذين وقفوا إلى جانبهم مؤيدين، فإن أعداء الإسلام - وبينهم بعض المستشرقين والعلمانيين - اتخذوا من المنع ذريعة لذلك الاتهام، للكيد بالإسلام.
وجعل بعضهم المنع العمري من أسباب كراهة تدوين الحديث، قال:
14 - منع الفاروق عمر: عامل رئيسي آخر لعدم تدوين أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وقت مبكر كان الأمر المشدد الذي أصدره عمر بمنع الصحابة من تسجيل أقوال النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ووجدنا أن الفاروق عمر - أثناء خلافته - نفذ هذا الأمر بنجاح، وفي سعيه لتنفيذ سياسته حرق بعضا من مجموعات الأحاديث المكتوبة ثم نقل كلام شبرنجر (sprenger) القائل:
إن الفاروق عمر لم يهدف إلى تعليم العرب البدو فحسب، بل تمنى أن يحافظ على شجاعتهم الجبارة، وإيمانهم الديني القوي، ليجعلهم حكاما للعالم، والكتابة واتساع المعرفة لا تتناسب مع الهدف الذي سعى من أجله (1).
فيلاحظ كيف أن شبرنجر يحاول أن يستغل منع عمر للكتابة، ويوحي بخبث أن انتشار الإسلام كان على أساس القوة دون المعرفة،