والاتهام والإعدام.
هذا، والمؤمنون جابهوا كل ذلك بصمود وبطولة، التزاما بما أراد الله ورسوله من النص على أهل البيت: بأنهم الأئمة السادة، والهداة القادة والولاة الذادة.
فقتل من قتل، وهتك من هتك، وسجن من سجن، وعذب من عذب، وأقصي من أقصي، وصلب من صلب.
وفي أيام الحجاج - وحده - قتل العشرات صبرا.
واستمر ذلك التعدي على الشيعة الأبرار من قبل الحكام، لسبب واحد وهو أنهم عرفوا الحق الذي أخفاه الظالمون عن الناس.
وبدلا أن يكون لتلك المواقف النضالية من هؤلاء الأبطال موجة استحسان وتشجيع، من الذين يدعون المعرفة بالإسلام والأحكام، فينتصروا لمواقفهم من الظلمة المعتدين على أنفس المؤمنين، وهاتكي أعراض المسلمين.
بدلا من ذلك نجد أن أولئك الأبطال الأبرار لم يأمنوا مكر علماء السوء من وعاظ السلاطين، وقضاة البلاط، ممن يدعون المعرفة والكمال، وخاصة علم الرجال، فعمدوا إلى كل فضيلة من فضائل علي عليه السلام، الثابتة في الحديث النبوي فأنكروها، وإلى كل راو لها، فاتهموه، وأنهكوه قدحا وجرحا، لا لشئ إلا لأنه من رواة أحاديث الفضائل! فإذا قيل لهم: إنها فضائل ثابتة لا ريب فيها.