وكان عبد الله بن عمر يفتي بالذي أنزل الله عز وجل من الرخصة بالتمتع، وبما سن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه، فيقول ناس لابن عمر: كيف تخالف أباك، وقد نهى عن ذلك؟.
فيقول لهم عبد الله: ويلكم، ألا تتقون الله! إن كان عمر نهى عن ذلك، فيبتغى فيه الخير؟!....
فلم تحرمون ذلك، وقد أحله الله، وعمل به رسول الله عليه الصلاة والسلام؟؟!
أفرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحق أن تتبعوا سنته؟ أم سنة عمر (1)!؟.
وقال الشافعي: لقد ضل من ترك قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقول من بعده (2).
وقال ابن حزم: ومن جاءه خبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقر أنه صحيح، وأن الحجة تقوم بمثله، أو قد صحح مثل ذلك الخبر في مكان آخر، ثم ترك مثله في هذا المكان، لقياس، أو لقول فلان وفلان، فقد خالف أمر الله وأمر رسوله، واستحق الفتنة، والعذاب الأليم (3).