الصلة بين السؤالين وعدمها وكون الثاني من توابع السؤال الأول.
والظاهر بل المقطوع هو الأول ويدل على ذلك أمران:
الأول: سياق الآيات ليس دليلا قطعيا:
إن ذهاب موسى بقومه إلى الميقات كان قبل تحقق قصة العجل لقوله سبحانه: * (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك) * (النساء - 153) فإن تخلل لفظة " ثم " حاك عن تأخرها عن الذهاب، ومع ذلك كله فقد جاء ذكر ذهابهم في سورة الأعراف بعد ذكر قصة العجل، وهذا لو دل على شئ فإنما يدل على أن السياق ليس دليلا قطعيا لا يجوز مخالفته، فكما جاز تأخير المتقدم وجودا في مقام البيان فكذلك يجوز تكرار ما جاء في أثناء القصة في آخرها لنكتة ستوافيك.
فما نقله الرازي عن بعضهم من أنهم خرجوا إلى الميقات ليتوبوا عن عبادة العجل فقالوا في الميقات: أعطنا ما لم تعطه أحدا قبلنا... (1) ليس بشئ وقد عرفت تصريح الآية على تقدم السؤال على عبادته.
الثاني: استقلال السؤالين غير معقول:
إن لاحتمال استقلال السؤالين صورتين:
الأولى: أن يتقدم سؤال موسى رؤية الله لنفسه ثم يحدث ما حدث، من خروره صعقا وإفاقته وإنابته، ثم إنه بعد ما سار بقومه إلى الميقات سأله قومه أن يري الله لهم جهرة فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون.