الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في عاصمة الخلافة الإسلامية (مرو) يوم ذاك مع الماديين والملحدين وأحبار اليهود وقساوسة النصارى، بل ومع المتزمتين المغترين بتلك الأحاديث.
كانت لفكرة الإرجاء التي تدعو إلى التسامح الديني في العمل، واجهة بديعة عند السذج من المسلمين ولا سيما الشباب منهم، فقام الإمام الصادق (عليه السلام) بردها والتنديد بها، وقد أصدر بيانا فيها حيث قال: " بادروا أولادكم بالحديث قبل أن تسبقكم إليهم المرجئة " (1).
هذا هو الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يكافح فكرة رؤية الله تبارك وتعالى بالعين، ويرد الفكرة المستوردة من اليهود والتي اغتر بها بعض المحدثين، وإليك ما جرى بينه وبين أحدهم باسم أبي قرة.
قال أبو قرة: إنا روينا أن الله عز وجل قسم الرؤية والكلام بين اثنين، فقسم لموسى (عليه السلام) الكلام ولمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الرؤية.
فقال الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام): فمن المبلغ عن الله عز وجل إلى الثقلين الجن والإنس * (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) * (الأنعام - 103) * (ولا يحيطون به علما) * (طه - 110) و * (ليس كمثله شئ) * (الشورى - 11) أليس محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
قال أبو قرة: بلى.
قال الإمام: فكيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله ويقول: * (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) * و * (ولا يحيطون به علما) * و * (ليس كمثله شئ) * ثم يقول: أنا رأيته بعيني وأحطت