يحاربون الله ورسوله... الآية، قال: فكان نفيهم أن نفوهم، حتى أدخلوهم مأمنهم وأرضهم، ونفوهم من أرض المسلمين، وقتل نبي الله منهم وصلب وقطع وسمل الأعين. قال: فما مثل رسول الله (ص) قبل ولا بعد. قال: ونهى عن المثلة، وقال: لا تمثلوا بشئ. قال: فكان أنس بن مالك يقول ذلك، غير أنه قال: أحرقهم بالنار بعد ما قتلهم). انتهى. فقد صرح بأن النبي صلى الله عليه وآله قتل منهم وصلب وقطع وسمل الأعين، حتى بعد نزول آية المحاربة، وأنه لم يكن فعل ذلك من قبل ولا فعله بعده، بل نهى عن المثلة!
فقول ابن جبير أشد من قول غيره! لأنه ينسب إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه سمل عيونهم وصلبهم حتى بعد نزول آية المحاربة، وأنه ندم عليه ونهى عن المثلة!!
كما نسبت الرواية إلى النبي صلى الله عليه وآله عن لسان أنس أنه أحرقهم بالنار، وورد ذلك عن أنس في عدة مصادر، وقد شابه أنس أبا الزناد الموظف عند بني أمية والذي قال عن النبي صلى الله عليه وآله: (فلما وعظ ونهي عن المثلة، لم يعد)!! (تفسير القرطبي: 6 / 149).
شهادة من الثعالبي على تحريف نسخة البخاري!
قال في تفسيره: 3 / 448: (أطبق أهل التفسير أن هذه الآية مدنية نزلت في شأن التمثيل بحمزة وغيره في يوم أحد، ووقع ذلك في صحيح البخاري وغيره، وقال النبي (ص): لئن أظفرني الله بهم لأمثلن بثلاثين، وفي كتاب النحاس وغيره بسبعين منهم، فقال الناس: إن ظفرنا لنفعلن ولنفعلن، فنزلت هذه الآية، ثم عزم على النبي (ص) في الصبر عن المجازاة بالتمثيل في القتلى. ويروى أنه عليه السلام قال لأصحابه: أما أنا فأصبر كما أمرت فماذا تصنعون؟ فقالوا نصبر يا رسول الله كما ندبنا الله).
أقول: في كلام الثعالبي أمران مهمان، أولهما، أن إطباق أهل التفسير على