المسألة: 154 اتهم البخاري النبي صلى الله عليه وآله بأنه كان يعبد الأصنام ويذبح لها!
وزعم أن ابن عم عمر كان أتقى من النبي صلى الله عليه وآله!
بلدح، واد قرب مكة، عند التنعيم وفخ (معجم ما ستعجم: 1 / 273). وقد عسكر فيه المشركون في أيام صلح الحديبية، وفيه ماء كثير وأصنام (طبقات ابن سعد: 2 / 95 ومناقب آل أبي طالب: 1 / 91).
قالت روايات قريش إن النبي صلى الله عليه وآله قصد بلدح مع خادمه زيد بن حارثة وذبحوا شاة قربانا لصنم هناك، فورد عليهم زيد بن عمرو بن نفيل، وهو ابن عم عمر بن الخطاب، فدعوه ليأكل فقال إني لا آكل ما ذبحتم للأصنام! وقد جعلوا من زيد هذا شخصية مهمة قبل الإسلام! وزعموا أنه كان أتقى من النبي صلى الله عليه وآله!
فلننظر كيف روى البخاري هذه القصة المفتراة:
قال في صحيحه: 4 / 232: (عن عبد الله بن عمر أن النبي (ص) لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، قبل أن ينزل على النبي الوحي، فقدمت إلى النبي سفرة فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه. وإن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم ويقول: الشاة خلقها الله وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله؟! إنكارا لذلك وإعظاما له)!! انتهى.
ثم رواها البخاري برواية أكثر صراحة، قال في: 6 / 225: (فقدم إليه رسول الله (ص) سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها، ثم قال: إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه)!!