أقول: وكل غرضهم من ذلك إثبات أن النبي صلى الله عليه وآله ارتكب المثلة في قصة العرنيين، ونهى عنها بعدها مباشرة، أو بعدها بثلاث سنوات!!
والصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله لم يرتكب المثلة، وأنه نهى عنها في أحد الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله لم يرتكب شيئا من ذلك، وأنه قد يكون نوى بعد مقتل حمزة وتمثيل بني أمية به، أن يقتص منهم، فأنزل الله تعالى ترجيح الصبر بقوله تعالى: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين. (النحل: 126) فاختار النبي صلى الله عليه وآله الصبر وأمر به المسلمين به، ونهاهم عن المثلة التي نووها. وكان ذلك في معركة أحد في السنة الثالثة للهجرة، قبل قصة العرنيين بأربع سنوات، وقبل فتح مكة بست سنوات. وقد رواه الجميع واتفقت عليه الرواية عن أهل البيت عليهم السلام! (راجع: تفسير القمي: 1 / 123، وص 392، وتفسير العياشي: 2 / 274، والتبيان: 6 / 440، وقال: ذكره الشعبي وقتادة وعطاء. ومجمع البيان: 6 / 135 و 211، وجوامع الجامع: 2 / 313، وشرح الأخبار: 1 / 275 و: 3 / 230، وذخائر العقبى ص 180 و 182 ، ومناقب آل أبي طالب: 1 / 166، والهداية الكبرى ص 346، والعمدة ص 453، وإقبال الأعمال: 3 / 83، ومستدرك الوسائل: 2 / 257، وتفسير الميزان: 12 / 203).
وممن وافقنا منهم أو أورد رواية نزولها في أحد:
الحاكم في المستدرك: 3 / 197، وابن حزم: 10 / 377، والشوكاني في نيل الأوطار: 8 / 172، وابن أبي شيبة في المصنف: 8 / 485، والبيهقي في سننه: 6 / 376، والطبراني في الكبير: 11 / 52، ومحمد بن سلمة في شرح معاني الآثار: 3 / 183، والمحاملي في أماليه ص 128، وابن حبان في صحيحه: 2 / 239، والدار قطني في سننه: 4 / 64، وابن حجر في فتح الباري: 7 / 286، والزيلعي في نصب الراية: 2 / 366، وابن أبي الحديد في شرح النهج: 4 / 64 و: 15 / 17، والمناوي في فيض القدير: 6 / 367، والنحاس في معاني القرآن: 4 / 51 و 112، والواحدي في أسباب النزول ص 192، والهيثمي في مجمع الزوائد: 6 / 119، عن أبي هريرة، وضعفها بصالح بن بشير، وفي ص 120، وضعفها بأحمد بن أيوب بن راشد). والطبري في تفسيره: 14 / 253، وقال: (وقد اختلف أهل التأويل في السبب الذي من