المسألة: 141 افترى البخاري على نبينا صلى الله عليه وآله بأنه يئس وقرر الانتحار!
قال البخاري في: 8 / 67: (وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي (ص) فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤس شواهق الجبال! فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه، تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول الله حقا، فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع. فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك! فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك)!! انتهى.
أقول: رغم إجماع السنيين على صحة كل أحاديث البخاري، فقد حاول بعض شراحه أن يتخلصوا من هذه الفضيحة، وفتشوا عن منفذ ينفذون منه فوجدوا عبارة: (حتى حزن النبي صلى الله عليه وآله فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى) فقالوا إن قول: فيما بلغنا، هو قول الزهري، وليس قول عائشة صاحبة الحديث!
قال ابن حجر في فتح الباري: 12 / 316: (حتى حزن النبي (ص) فيما بلغنا.. هذا وما بعده من زيادة معمر على رواية عقيل ويونس، وصنيع المؤلف يوهم أنه داخل في رواية عقيل. وقد جرى على ذلك الحميدي في جمعه، فساق الحديث إلى قوله وفتر الوحي، ثم قال: انتهى حديث عقيل المفرد عن ابن شهاب إلى حديث ذكرنا. وزاد عنه البخاري في حديثه المقترن بمعمر عن الزهري، فقال: وفتر الوحي فترة حتى حزن، فساقه إلى آخره.
والذي عندي: أن هذه الزيادة خاصة برواية معمر، فقد أخرج طريق عقيل أبو نعيم في مستخرجه من طريق أبي زرعة الرازي، عن يحيى بن بكير شيخ البخاري