نزلت أولا بمكة، ثم ثانيا بأحد، ثم ثالثا يوم الفتح، تذكيرا من الله لعباده). انتهى.
ولكنهم لا يريدون تكذيب جماعتهم في نسبة سمل العيون إلى النبي صلى الله عليه وآله!! فروايتهم لا ترد حتى لو لزم منها التنقيص من مقام النبي صلى الله عليه وآله، والتناقض!
قال الطبري في تفسيره: 6 / 283: (وأولى الأقوال في ذلك عندي أن يقال: أنزل الله هذه الآية على نبيه (ص) معرفة حكمه على من حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا، بعد الذي كان من فعل رسول الله (ص) بالعرنيين ما فعل.... وقلنا: كان نزول ذلك بعد الذي كان من فعل رسول الله (ص) بالعرنيين ما فعل لتظاهر الأخبار عن أصحاب رسول الله (ص) بذلك). انتهى.
* * وقد ذكر العلامة مرتضى في الصحيح من السيرة: 6 / 275: أن سعيد بن جبير نفى أن يكون النبي صلى الله عليه وآله قد سمل عيون أحد لقوله: (فما مثل رسول الله (ص) قبل ولا بعد)، وقد فهم النفي من عبارة ابن جبير، لكن مقصوده بقوله إن النبي صلى الله عليه وآله ما فعل إلا في قصة العرنيين لا قبلها ولا بعدها، إثباتها ونفي ما عداها، وليس النفي المطلق. وأصل رواية ابن جبير في تفسير الطبري: 6 / 281، عن ابن شقيق قال: (حدثني سعيد بن جبير عن المحاربين، فقال: كان ناس أتوا النبي (ص) فقالوا: نبايعك على الإسلام، فبايعوه وهم كذبة وليس الإسلام يريدون. ثم قالوا: أنا نجتوي المدينة، فقال النبي (ص): هذه اللقاح تغدو عليكم وتروح، فاشربوا من أبوالها وألبانها. قال: فبينا هم كذلك إذ جاء الصريخ، فصرخ إلى رسول الله (ص) فقال: قتلوا الراعي، وساقوا النعم! فأمر نبي الله فنودي في الناس أن: يا خيل الله اركبي. قال: فركبوا لا ينتظر فارس فارسا. قال: فركب رسول الله (ص) على أثرهم، فلم يزالوا يطلبونهم حتى أدخلوهم مأمنهم، فرجع صحابة رسول الله (ص) وقد أسروا منهم، فأتوا بهم النبي (ص) فأنزل الله: إنما جزاء الذين