يفعلون ذلك، فقال: لسنا من الفرس ولا الروم، يكفينا الكتاب والخبر!
وقد جوز ذلك بعض المتأخرين من أصحابنا إن كان فيه كسر شوكتهم، أو طمأنينة قلب أهل العدل، استدلالا بحديث ابن مسعود حين حمل رأس أبي جهل إلى رسول الله (ص) فلم ينكر عليه). انتهى.
ومعنى قول أبي بكر: (يكفينا الكتاب والخبر): تكفينا الرسالة والإخبار بقتل الشخص، ولا حاجة إلى إرسال رأسه.. هذا، ويطول الأمر لو أردنا استقصاء كلمات فقهائهم، فيما نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وآله من ارتكابه المثلة المحرمة!
أهل البيت عليهم السلام دافعوا عن النبي صلى الله عليه وآله وكشفوا كذب الرواة!
كشف الإمام محمد الباقر عليه السلام أن أنس بن مالك كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله لكي يبرر للحكام انتهاك حقوق الإنسان وتعذيب من خالفهم من المسلمين، وقال إن النبي صلى الله عليه وآله عذب شخصا فدق مسامير في يده بالحائط!
فقد روى الصدوق رحمه الله في علل الشرائع: 2 / 541، عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: (إن أول ما استحل الأمراء العذاب لكذبة كذبها أنس بن مالك على رسول الله صلى الله عليه وآله أنه سمر يد رجل إلى الحائط، ومن ثم استحل الأمراء العذاب!!). انتهى. وهذا يضع يدنا على سبب حرصهم في صحاحهم على نسبة التعذيب والمثلة إلى النبي صلى الله عليه وآله!!
وقد سجلت على أنس بن مالك سوابق في هذا المجال، منها ما رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج: 4 / 74، قال: (ناشد علي عليه السلام الناس في رحبة القصر، أو قال رحبة الجامع بالكوفة: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بها، وأنس بن مالك في القوم لم يقم، فقال له: يا أنس ما يمنعك أن تقوم فتشهد ولقد حضرتها؟ فقال: يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت! فقال: اللهم إن كان كاذبا فارمه بها بيضاء لا تواريها العمامة!