المسألة: 145 افتروا على النبي صلى الله عليه وآله بأنه كان يشتم الناس ويلعن ويؤذي ويضرب بغير حق! أما عمر فكان غضبه حقا وعزا!!
قال الله تعالى: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون). (المائدة: 78) واللعن، هو الحكم الإلهي بطرد شخص شرير من رحمة الله، وهو أمر معروف في كل الأديان، ولذا تتشاءم الأمم من الملعونين على لسان الأنبياء عليهم السلام وتنبذهم.
وقد لعن النبي صلى الله عليه وآله عددا من زعماء قريش، فصارت لعنته دمغة عليهم!
لكن القرشيين ابتكروا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله أسلوبا لإبطال اللعن النبوي! فزعموا أن النبي صلى الله عليه وآله اعترف بأنه غير معصوم، وأنه يغضب كما يغضب الإنسان العامي فيسب ويلعن ويؤذي ويضرب المؤمنين ظلما وعدوانا! وأنه صلى الله عليه وآله دعا لمن لعنهم وظلمهم وآذاهم بغير حق، بأن يعوضهم الله ويجعل لعنته عليهم: (صلاة وقربة، وزكاة وأجرا، وزكاة ورحمة، وكفارة له يوم القيامة، وقربة تقربه بها يوم القيامة، ومغفرة وعافية، وكذا وكذا.. وبركة ورحمة ومغفرة وصلاة.. على حد تعابيرهم)!!
وقد رووا ذلك في عشرات الروايات ودونوها في أصح كتبهم! فصار الملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وآله بهذه الأدعية أربح وأفضل من غيرهم!
قال البخاري (وهو مولى بني جعف محمد بن إسماعيل بن برد زبه البخاري الخرتنكي) في صحيحه: 7 / 157: (باب قول النبي (ص) من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة... عن أبي هريرة أنه سمع النبي (ص) يقول: اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة)!!