المسألة: 111 تدوين السنة حرام.. والأحوط شرعا إحراق السنة قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: 1 / 5: (قالت عائشة: جمع أبي الحديث عن رسول الله (ص) وكانت خمسمائة حديث، فبات ليلته يتقلب كثيرا! قالت فغمني فقلت: أتتقلب لشكوى أو لشئ بلغك؟ فلما أصبح قال: أي بنية هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها، فقلت لم أحرقتها؟ قال خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل قد ائتمنته ووثقت ولم يكن كما حدثني، فأكون قد نقلت ذاك!). انتهى.
وغرض عائشة تبرير فعل أبيها، وكف ألسنة الناس عنه! ولذلك لم تذكر في هذه الرواية أن أباها ناشد الناس أن يأتوه بما كتبوه من حديث النبي صلى الله عليه وآله، فتصور الناس أنه يريد تدوين السنة، فأتوه به بطيب نية فجمعه عنده ثم أحرقه!
أما عمر فأحرق السنة ولم يتأرق أبدا!
قال ابن سعد في الطبقات: 5 / 140: (عبد الله بن العلاء قال سألت القاسم يملي علي أحاديث فقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب، فأنشد الناس أن يأتوه بها، فلما أتوه بها أمر بتحريقها!). انتهى.
وضغط الصحابة على عمر فطلب المهلة شهرا!
روى في كنز العمال: 10 / 291 عن ابن عبد البر في كتاب العلم: (عن الزهري، عن عروة أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب رسول الله (ص) في ذلك فأشاروا عليه أن يكتبها، فظل عمر يستخير الله فيها شهرا!