المسألة: 144 الأخطاء النبوية.. والتصحيحات العمرية!
الوضع الطبيعي للعلاقة بين النبي صلى الله عليه وآله وعمر أن تكون علاقة مسلم تابع بنبي متبوع مطاع، لكن الثابت أن عمر كان كثير الاعتراض على النبي صلى الله عليه وآله!
والتفسير الصحيح لذلك أنه خطأ من عمر، وأن الاعتراض على رسول الله صلى الله عليه وآله أمر كبير لأنه كما قال الله تعالى: وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى... وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله، إن الله شديد العقاب.
لكن عمر ومجبيه خرجوا عن المألوف، وفسروا اعتراضات عمر بأنه كان دائما مصيبا، بينما كان النبي صلى الله عليه وآله يقع في الخطأ! وأن الوحي كان ينزل مؤيدا لرأي عمر منتقدا لرأي النبي صلى الله عليه وآله، بل كان أحيانا يوبخ النبي صلى الله عليه وآله، معاذ الله!!
فكأن النبي صلى الله عليه وآله عندهم رجل ساذج، يقع في أخطاء فيصححها له عمر!
وكأن المطلوب أن يثبتوا لعمر فضائل، ولو بالطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وآله!
وقد ألفوا في هذا الطعن المغطى به صلى الله عليه وآله كتبا ونظموا أراجيز وسموه (موافقات عمر) ومعناها: موافقات الله تعالى لرأي عمر، ولو بتخطئة رأي النبي صلى الله عليه وآله!!
ففي الأعلام: 2 / 63: (أبو بكر بن زيد بن أبي بكر الحسني الجراعي الدمشقي... (825 - 883) له.... نفائس الدرر في موافقات عمر).
وفي: 3 / 301: (الجلال السيوطي (849 - 911)، وعد من مؤلفاته: قطف الثمر في موافقات عمر). وكذا في كشف الظنون: 2 / 1353 وفي: 5 / 302: (... - 937 ه) محمد بن إبراهيم بن محمد بن مقبل البلبيسي... صنف: شرح نظم الدرر في موافقات عمر للبدر الغزي).