المسألة: 126 المعنى الأصلي لأهل السنة والجماعة: أهل سنة عمر وجماعة معاوية!
المعنى المشهور في عصرنا لاسم (أهل السنة والجماعة) أنهم أتباع المذاهب الأربعة المعروفة بالمذاهب السنية: المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي.
وفي المقابل يزعم السلفيون أو الوهابيون أنهم هم (أهل السنة والجماعة) مع أن أسلافهم متعصبة الحنابلة كانوا يعرفون باسم: المجسمة، أو حشوية أهل الحديث. لكنهم يحاولون إثبات أن أئمة المذاهب وكبار علمائها كانوا يقولون مثلهم بالتجسيم، ويفسرون الصفات الإلهية على ظاهرها الحسي بلا تأويل!
لكن عند البحث عن أصل هذه التسمية نكتشف أن معنى (أهل السنة) عند الأمويين ليس الحديث النبوي، بل أهل سنة أبي بكر وعمر وعثمان! وأن السنة التي أمر عمر بن عبد العزيز بتدوينها هي سنة الخلفاء إلى جانب أحاديث النبي صلى الله عليه وآله!
فقد كتب في مرسومه إلى ابن حزم: (أنظر ما كان من حديث رسول الله (ص)، أو سنة ماضية، أو حديث عمرة، فاكتبه فإني خشيت دروس العلم وذهاب أهله). (طبقات ابن سعد: 8 / 480) (أنظر ما كان من حديث رسول الله، أو سنة، أو حديث عمر، أو نحو هذا، فاكتبه لي). (تنوير الحوالك ص 6).
وفي طبقات ابن سعد: 2 / 388: (وأخبرت عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر أخبرني صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نكتب السنن، قال وكتبنا ما جاء عن النبي (ص) قال: ثم قال: نكتب ما جاء عن الصحابة فإنه سنة! قال قلت إنه ليس بسنة فلا نكتبه، قال فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت...!!). انتهى. فهذه النصوص تدل على أن مقصود الخليفة الأموي بالسنة الماضية ليس الحديث والسنة النبوية، فقد جعلها قسيما لحديث النبي صلى الله عليه وآله!